مصر الكبرى

10:07 صباحًا EET

عمرو الباز يكتب … الملف القبطى المصرى

 
هذا الملف المعقد والشديد التعقيد تتعامل معه السلطات فى مختلف العصور بشكل لا يعطى مجالا ً للحل فالجميع يحاول أن يستفيد من هذا الملف الشائك ويطوعه على حسب أهوائه ومصالحه والطريقة التى سيخدمه به هذا الملف.

حاول الإحتلال البريطانى لمصر أن يلعب على هذا الملف ففشل فشلاً زريعاً ووجدة صخرة صلبة من المستحيل كسرها وكان وقتها الذى يتصدى لهذه المحاولات الأزهر والكنسية ودخل معهم حزب الوفد بقيادة سعد زغلول وعرف الانجليز وقتها أنهم فشلوا فشلا زريعا فى تقسيم المصريين إلى فريقين متناحرين لإضعاف مقاومة المصريين ضد الإحتلال البريطانى فما كان منهم إلا المحاولة بطرق أخرى لضرب هذه الوحدة الممتدة منذ دخول الإسلام وقتها وحتى بدأ ينسج الفكر الشيطانى لضرب هذه الوحدة فكان المصريون لا يعرفون كلمة من هو مسلم ومن هو مسيحى كانت الحارة المصرية تعج بالمصريين يتبادلون الزيارات فى كل المناسبات بل ويتبادلون الأطعمة مع بعضهم البعض وتجدهم وقت الصلوات فقط يفترقون المسلم يذهب إلى الجامع والمسيحى يذهب إلى الكنسية الموجودة أمام الجامع وكانت الحياة تسير فى مصر وقتها. وجد الاحتلال فى هذه الوحدة خطراً شديداً على استمراره داخل مصر كمحتل لها وكان يجد المقاومة تزداد يوماً بعد يوم بعد كل محاولة فاشلة لضرب هذه الوحدة إلى أن بدأ الفكر الشيطانى بظهور أول بذرة تعصب وتفريق بين المسلمين والمسيحيين ولعلى أذكر معلومة هنا البعض لا يعرفها وهى أن الإخوان المسلمون هم أنفسهم صناعة الاحتلال الإنجليزى لضرب هذه الوحدة المخيفة بالنسبة لهم ولضرب حزب الوفد وجهود الأزهر والكنسية وقتها لمقاومة الاحتلال فبدأ ظهور الإخوان المسلمون لضرب هذه الوحدة وتشكيل ما يسمى بالجبهة الإسلامية وهنا بدأت بذرة التعصب . كما ذكرت فالاخوان هم صناعة الاحتلال البريطانى لضرب ملف الوحدة فى مصر وقعد عاودتها أجهزة المخابرات حول العالم مرات عديدة ولعل أبرزها وأشهرها هو تنظيم القاعدة وزعيمه الشهير أسامة بن لادن الذى قامت أمريكا برعايته وتدريبه هو مجموعته لمقاومة الاحتلال السوفيتى لأفغانستان وبعد نجاح أمريكا فى ضرب الاتحاد السوفيتى فى هذه البقعة من العالم بدأت تستخدمه فى نطاق عديدة وتفجيرات عدة حول العالم لتبدأ فى مهمتها الرئيسية وهى نشر السلام والديمقراطية حول العالم. الآن ظهر لنا العديد من المجموعات التى تتبع نفس الأسلوب ونفس النهج ضرب الوحدة داخل مصر فالهدف الذى تعمل عليه المخابرات البريطانية والأمريكية وأيضاً المنظمات الصهيونية هى تقسيم مصر وإضعافها عن طريق الداخل لصعوبة حدوث ذلك من الخارج وقد حاولوا مراراً وتكراراً منذ قديم الأزل منذ حروب الهكسوس والحروب الصليبية وهجوم التتار على العرب حتى فى العصر الحديث عند هجوم إسرائيل على العرب ومصر فدائما مصر هى الصخرة التى تتحطم عليها أحلامهم البغيضة تجاه الوطن العربى . لا أنكر أن هناك من يساند هذا الفكر الشيطانى من الجانبين الذين يتاجرون بالقضية ويتخذون من الدين الإسلامى أو المسيحى هذه الذريعة ويظهرون للبسطاء فى صورة المتشدد المدافع عن دينه ليكسب ود وتعاطف المزيد من البسطاء فتزيد الهوة مرارا وتكرارا ولعل الأعجب من ذلك هو النظام الحاكم نفسه الذى يدعم هذا الفكر بشكل يدعوا للحيرة. فالأنظمة المصرية نجحت وعلى مدار عقود فى تصدير فكرة الاضطهاد الدينى للفريقين فالمسلمين يرون أنهم مضطهدين وحقوقهم مهضومة والمسيحيين يحصلون على حقوقهم كاملة والمسيحيين يرون أن حقوقهم مهضومة ولا يحصلون على شئ من حقوقهم. والأعجب من ذلك كله أن الفريقين بالفعل حقوقهم مهضومة ولا أحد من الفريقين يحصل على شئ سوى الشعور السلبى بأن هناك طرف ما مميز عنه فتبدأ شرارة الغضب وينشغلون عن ما يفعله النظام الحاكم بمشاكلهم البسيطة التى تحدث بين مواطنين عاديين جدا سرعان ما تتحول إلى قنابل من الممكن أن تفتك بالجميع فقد لعبها النظام السابق على أروع ما يكون لأنه كان يمتلك نظام الشفرة الخاصة بها وكان يتحكم بكل شئ فيعرف متى يتدخل لإيقاف كل ذلك . وبالطبع الغرب وأمريكا والمنظمات الصهيونية تنتظر الفرصة المناسبة لتكرر تجربتها فى جنوب السودان بعد أن فصلت شماله عن جنوبه وفقدان الشمال السودانى لثلاثة أرباع خيرات بلاده وهنا سيشتد الصراع فى المستقبل لأن الخيرات كلها ذهبت لدولة الجنوب وبالطبع هم عينهم على إضعاف هذه الدولة والسيطرة على البترول والخيرات الموجودة بداخله وبالإضافة إلى ذلك محاولة السيطرة على منابع النيل لإخضاع مصر لو حاول أى نظام حاكم مستقبلاً فى الظهور ومحاولة لعب دور أكبر مما يعطونه دائماً. هذه هى المشكلة يا سادة يا كرام نحن أمام لعبة صهيونية أمريكية بريطانية تهدف إلى تقسيم مصر وضرب الوحدة بين هذا الشعب العظيم وبكل أسف نحن نسير ورائهم كالبلهلاء والكل يتخذ من عباءة الدين ستاراً لها فالدين الإسلامى والدين المسيحى أبرياء من هؤلاء فالدين الاسلامى دين الحب والتراحم والدين المسيحى دين التسامح والتآخى معرضون للخطر من قبل الصهيونية العالمية التى تتلاعب بالجميع عن طريق الأموال التى تدفعها للبعض ليتقمص دور المنقذ لدينه وكلا على حسب دينه والهدف هو إنشاء دولتين وبعد ذلك يحدث التناحر بينهم لتبدأ عملية الإضعاف. سأذكر شيئاً واحداً فى ختام كلماتى هذه لعلها تنفع من يتذكر عندما اشتد العذاب من كفار قريش للمسلمين وحصارهم لهم فى مكة المكرمة قبل الهجرة أمرهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالذهاب إلى الحبشة وقال قلهم أمركم بالذهاب إلى الحبشة لأن بها ملك عادل لا يظلهم عنده أحد هذا الملك هو الملك المسيحى النجاشى وبالفعل استقبل المسلمين بكل ترحاب ورحب بهم . العدل ليس مرتبط بالتدين العدل فطرة فطرنا الله عليها فالمسلم الحق عادل والمسيحى الحق عادل واليهودى الحق عادل وكل من آمن بالله وبما أنزله على البشرية جميعها يجب أن يتصف بالعدل لأنه الله عز وجل اسمه الحق العدل. استفيقوا يرحمكم الله قبل فوات الأوان وانبذوا الجهل والظلام من داخلكم
 

التعليقات