مصر الكبرى

08:16 صباحًا EET

عصر المانجو

احتجبت طوعاً خلال الفترة الماضية وفضلت أن أجلس راصداً ما قد يطرا علي بلدي من تغيير بعد نهاية الفترة الانتقالية وتولي الرئيس لمهامه ومسئولياته ، ومنيت نفسي ومعي الكثيرين أن يستطيع الرئيس أن يفي بتعهداته ووعوده الانتخابية التي ألزم نفسه بها وعلي الأقل وعود ال 100 يوم الأولي حين ألزم نفسه بحل مشاكل مصر في خمسة مجالات " الصحة – النظافة – المرور – رغيف العيش – الوقود " ، وبرغم صعوبة التنفيذ مقارنة بالمدة التي ألزم الرئيس نفسه بها الا أنه وعد رئاسي – وكلام الملوك لا يرد – وظللت طوال المدة الماضية أحاول أن المس تغييرا حقيقيا حدث في واقع حياتنا نحس من خلاله أننا قمنا بثورة من أجل التغيير الا أنني لم المس تغييرا بحجم الحدث ، بل دارت بذهني تساؤلات أحس أن الكثيرين منكم قرائي الأعزاء تتشاركون معي فيها جعلتني أقف عند سؤال رئيس هل نحن بعد 100 يوم من تولي الرئيس أصبحنا نعيش عصر الثورة أم عصر اعادة انتاج للنظام القديم ؟؟؟ .ومن بين تلك التساؤلات اخترت التي :

    هل حين يبدأ الرئيس عهده بإغلاق قناة الفراعين – مع تحفظنا الكامل علي ادائها الاعلامي – وبمحاكمة رئيس تحرير جريدة الدستور بتهمة اهانة الرئيس … هل نكون في عصر الثورة أم عصر اعادة انتاج ؟
    وحين يحتفظ رئيس مجلس الشعب المنحل الدكتور الإخواني سعد الكتاتني بسيارة المجلس الفارهة وطاقم حراسته رغم حكمي حل المجلس الصادرين من المحكمة الدستورية والمحكمة الادارية العليا … هل نكون في عصر الثورة أم عصر اعادة الإنتاج ؟
    وحين يأتي محافظ كفر الشيخ الإخواني سعد الحسيني للقاهرة في سيارة المحافظة لحضور مؤتمر حزب الحرية والعدالة ولا يحاسبه أحد … هل نكون بمثل هذا في عصر الثورة أم اعادة الإنتاج ؟
    وحين تهنئ النقابة العامة للعاملين بالبترول الرئيس مرسي باعتباره قائد نصر اكتوبر المجيد !!!… هل نكون بهذا نعيش عصر الثورة أم اعادة انتاج ؟
    وحين يصرح الرئيس مرسي وهو استاذ الهندسة بأنه يقود عمليات القوات المسلحة في سيناء بنفسه … هل نكون في عصر الثورة أم اعادة الإنتاج ؟
    وحين يعين محامي جماعة الإخوان المسلمين عضواً بالمجلس الأعلى لحقوق الأنسان رغم احالته لمحكمة الجنايات لاتهامه المحكمة الدستورية بالتزوير … هل نصبح ساعتها في عصر الثورة أم اعادة الإنتاج ؟
    وحين تفشل الحكومة في حل ازمات الملفات الخمس التي تعهد الرئيس بالتصدي لها وتستمر تلك الازمات وكأنها خطط  اشغال للشعب … هل هذا عصر الثورة أم اعادة الإنتاج ؟
    وحين تمنح الحكومة مكافأة للعاملين الذين لم يشاركوا في اضراب جهات عملهم وتحرم المشاركين من تلك المكافأة … هل بها نكون أمام عصر الثورة أم عصر اعادة الإنتاج ؟
    وحين يصدر الرئيس عفواً رئاسيا شاملا عن المعتقلين السياسيين المنتمين لتيار الاسلام السياسي الحاكم الأن ولا يشمل هذا العفو شباب الثورة وضباط 8 أبريل … هل هذا هو عصر الثورة أم عصر اعادة الإنتاج ؟
    وحين يحيل وزير الاعلام الإخواني  صلاح عبد المقصود فريق عمل برنامج " نهارك سعيد " للتحقيق لمجرد أن أحد ضيوف البرنامج قد هاجم جماعة الإخوان المسلمين ومشروع نهضتها … هل بمثل هذا نكون في عصر الثورة أم عصر اعادة الإنتاج ؟
    وحين يصبح قياديي جماعة الاخوان المسلمين والتيار السلفي ضيوفاً دائمين علي برامج الفضائيات حتي الرياضية منها بل ويصبحوا كتاب أعمدة ومقالات بالصحف … فهل نضحي بهذا في عصر الثورة أم عصر أعادة الإنتاج ؟
    وحين تنقل قناة صوت الشعب الحكومية مؤتمر حزب الحرية والعدالة الذي نقل اليه الحضور في حافلات ذكرتنا بما كان يحدث في مؤتمرات الحزب الوطني المنحل … هل نصبح بهذا في عصر الثورة أم عصر اعادة الإنتاج ؟
وحين .. وحين … وحين ؟؟؟؟؟ فالتساؤلات كثير ، فبعد أن منينا أنفسنا بأننا سنعيش عصر النهضة بعد قيام الثورة وتولي الرئيس مقاليد الحكم ، اذ بنا نفاجئ بخروج الشاطر – صاحب مشروع النهضة الأصلي – علينا موضحاً أن مشروع النهضة ما هو الا مشروع فكري ما زال يلزمه كثير من النقاش لوضع خطوات لتنفيذه ، ورغم هذا خرج علينا الرئيس بنفسه في أول لقاء تليفزيوني له مبشراً بأن تباشير النهضة قد هلت علينا بعد أن أصبحت المانجو في متناول الجميع متناسياً غلاء الأسعار الذي طال كل السلع والخدمات ، ومتناسياً أيضا بأنه ليس بالمانجو وحدها تحيا الشعوب ، فهل أصبحت المانجو احد ملامح مشروع النهضة ؟ رغم أنها نمت واثمرت قبل النهضة بكثير كما أن توافرها بالأسواق يعود لفشل الحكومة في فتح أسواق خارجية لتصديرها ، ووجدتني أمام عصر جديد صرنا نعيشه الا وهو عصر المانجو ، والذي اصبح مطلوباً منا فيه أن نصبر حتي تصاغ لنا الخطوات التنفيذية لمشروع النهضة الذي بُشرنا به ، وان كان لكل عصر وزمان رجاله ومتطلباته فإنني لا أملك الا أن اطلب منك قارئي العزيز أن تشرب العصير وكفي … بعد أن أصبحنا نعيش مرحلة كثير من الوعود قليل من الفعل مع رجال الحزب الوطني فرع المعاملات الاسلامية كما اسميناهم من قبل ، ويمثلون اعادة انتاج لمساوئ النظام القديم بامتياز!.

التعليقات