تحقيقات

09:42 صباحًا EEST

فيسك: هل تستمر شعبية السيسي الحالية طويلا؟

هل تستمر شعبية السيسي الحالية طويلا؟ سؤال طرحه الكاتب البريطاني روبرت فيسك، في مقاله بموقع صحيفة “إندبندنت” يوم الجمعة. عاد فيسك في البداية بالذاكرة إلى الزعماء العسكريين السابقين، مبارك صاحب الضربة الجوية، والسادات بصورته العسكرية المزدحمة بالأوسمة والنياشين، وناصر الذي أثار إعجاب الملايين.

ثم أضاف: لكن الإعجاب بالسيسي يذهب الآن إلى أبعد من كل ذلك. وقال فيسك إن المصريين ربما يشعرون بالامتنان لقائد الجيش الذي عزل أول رئيس منتخب، وأحاله للمحاكمة على خلفية مقتل متظاهرين أمام الاتحادية في ٢٠١٢. السؤال الذي يوجهه المصريون لكل أجنبي في القاهرة، هو: هل كانت ثورة أم انقلابا؟. “الرد بأنه انقلاب يعني أنك مناصر للإخوان، والقول بأنه ثورة يعني أنك مع السيسي”.

يستطرد فيسك بأن “المحاكمة سياسية”، بدليل غياب وزير الداخلية الحالي عن قفص الاتهام، وهو وزير داخلية مرسي، والمفروض أن يخضع للاتهام نفسه بقتل متظاهرين أمام الاتحادية. يسأل فيسك: لماذا أيضا لم يمثل الوزير أمام المحكمة بتهمة أخرى، هي مصرع أكثر من ٦٠٠ محتج من أنصار الإخوان بعد الانقلاب؟. سؤال آخر: هل يعتقد أحد أن مرسي سيحصل على البراءة؟ وهنا يبدي فيسك دهشته من مسايرة دول العالم لهذا “الهراء”، مثل جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، الذي يصفه فيسك بأنه تحدث عن السيسي بعبارات رقيقة، في زيارة له سبقت المحاكمة بيوم واحد. كل ما يجري، في نظر فيسك، يأتي خارج أية تكهنات، “هل يعني هذا أن المصريين يحبون أن يطيح جيشهم برئيس منتخب، بينما الأمريكيون لا يفعلون ذلك؟”.

يضيف أن الانقلاب العسكري يتعرض الآن لانتقادات قليلة، حتى على القنوات الأجنبية. تعاود المصريين الآن أعراض “الطفولة” التي ميزت عصر مبارك في نظر فيسك، فقد كان مبارك ينادي الشعب بكلمة أبنائي، حتى شب الشعب عن الطوق، فهل يريد المصريون أن يعودوا أطفالا؟. “قليلون هم صحاح العقول الذين يجرؤون على الوقوف في وجه هذه الروح التي تصيب مصر بالعدوى. المحللة السياسية نيرفانا محمود واحدة منهم.

فقد كتبت قبل أسابيع أن السيسي كسب العقول والقلوب، لأنه يمتلك المهارة التي افتقدها مرسي. ثم تساءلت الكاتبة: هل تحصن هذه الشعبية السيسي من الانتقادات؟. الإجابة عند الشعب المصري. إذا كان المصريون قد خرجوا في ٣٠ يونيو للإطاحة بالفاشية الإسلامية، فعليهم الآن أن يرفضوا الفاشية الوطنية المتصاعدة، ويقاوموا رفع السيسي إلى مصاف المقدسات. وينقل فيسك عن تقارير أن الإخوان المسلمون سيكونون قادرين على خوض الانتخابات البرلمانية في العام المقبل، من خلال حزبهم، وقد يكون هذا صحيحا. “كان الإخوان دائما على استعداد للتسلل من خلف ظهور مناصريهم، والتعاون مع الأشرار.

هم في النهاية لم يرغبوا في الثورة على مبارك، وبينما كان شباب الثوار يتعرض لطلقات النار القاتلة في التحرير عام ٢٠١١، كان رجال الإخوان يتفاوضون مع اللواء عمر سليمان، الرئيس المخيف لمخابرات مبارك. أحد من تفاوضوا يومها باسم الإخوان كام محمد مرسي نفسه”. يصف فيسك السيسي بأنه “رجل مثير للاهتمام”، كان عمه عضوا في الإخوان قبل سنوات كثيرة، فهل كان هذا سبب قبول مرسي به وزيرا للدفاع؟.

ونقل فيسك عن أحد كبار المسئولين في الحكومة المصرية قوله إن “على السيسي أن يأخذ حذره. الأمور تمضي الآن على ما يرام، لكن انتظر حتى يحدث خطأ. يصبح الاقتصاد أسوأ، مثلا، أو يتراجع الأمن، أو تظهر السيارات المفخخة، ساعتها سيتعرض للانتقادات. السيسي لن ينعم بهذا الوقت الطيب للأبد”. الأخطر من ذلك كما يضيف المصدر أن تقرر إسرائيل التخلي عن غزة، وتطلب من مصر تحمل المسئولية هناك، هي يتعين على الجيش المصري ساعتها أن يواجه حماس؟.

التعليقات