مصر الكبرى

09:41 صباحًا EET

مش كفاية …. والساتر الترابي

فى عام ٢٠٠٣ نشأت حركة كفاية والقت اول حجر فى بركة السلطة الراكدة مجموعة صغيرة رفعت شعارات بسيطة .. لا للتمديد .. لا للتوريث .. مجموعات قليلة العدد نزلت الى الشارع لم يلتفت اليها النظام وقلل من تأثيرها واعتبرها نوع من العروض الفلكلورية التى يمارسها بعض اليساريين يتفرج عليها الناس ثم ينصرفون الى مشاغلهم وأحوالهم وظل  أيضا اصحاب كفاية على حالهم ولكن ما لم يتنبه له الجميع ان ذلك الحجر الصغير الذى ألقتها كفاية فى بركة السلطة الراكدة والعفنة أخذ يكون دوامات تتسع يوما بعد يوم وتثير فى النفوس مشاعر دفينة ضد ذلك النظام الذى توحش بشكل اخطبوطى بشع واحكم اذرعه العديدة على رقاب العباد بلا رحمة ونهب الزرع والضرع

وبدأ الناس يقولون .. كفاية .. بطرق مختلفة .. احتجاجات إضرابات .. اعتصامات .. وقفات .. لم ترفع بالضرورة شعار .. كفاية .. ولم يقودها أيضاً اعضاء حركة كفاية ولكنهم قطعا كانوا الملهمين وربما هذا ما خفف عنهم قبضة السلطة الأمنية البشعة التى اكتفت ببعض المضايقات السخيفة لهم حتى كانت احداث المحلة الكبرى وعمالها وأهلها التى كانت ذروتها فى ٦ أبريل ٢٠٠٨ حيث تم تمزيق صور الطاغية وإحراقها علانية لاول مرة وتعالت الهتافات بسقوطه وكان رد فعل الأمن فى تلك المرة عنيفا وسقط ضحايا وتمت  السيطرة الأمنية الصارمة على الموقف ولكن بقيت المشاعر تغلى .. وتوارت .. كفاية..  عن المشهد كحركة وتنظيم ولكن الفكرة كانت قد تجزرت فى النفوس ، وجرت فى نهر الغضب مياه كثيرة ساعد على غليانها فجر النظام وأمرته الأمنية المتعددة حتى بلغت ٢٥ يناير ٢٠١١ لتصدم امواج الغضب الشعبى ساتر النظام الترابى بقوة دفع هائلة فتحدث به ثغرة تفتح الطريق للعبور الى قلب النظام وكأن الشعب يستعيد مشهد السواتر الترابية التى أقامها العدو الاسرائيلى على الضفة الشرقية للقناة وكيف فتح بها الثغرات بقوة دفع مياه الطلمبات ثم شرع فى توسيع تلك الثغرة حتى ازال الساتر الترابى باكمله ثم حطم خط بارليف ، وفى حالة ثورة الشعب المصرى التى انطلقت فى ٢٥ يناير ٢٠١١ حدث شيئ اقرب الى ذلك موجات البشر نجحت فى فتح الثغرة فى النظام بخلع رئيسه واسرته وبعض اهم اركانه وهيأت الظروف لإزالة باقى الساتر الترابى – اقصد باقى مكونات النظام – وهو ما لم يحدث بعد ولا تجدى معه موجات الدفع الشعبية المركزة التى اشبه بالطلمبات التى تركز قوة دفعها على نقطة محددة اما الباقى فيحتاج الى العمل المنظم الدؤوب بآليات وآلات مختلفة انتهينا الى ان تكون عبر بناء هياكل جديدة للسلطة بإرادة شعبية تكون قادرة على استكمال المهمة التى عبرنا عنها باستكمال اهداف الثورة .. وما أشد حاجتنا الآن الى حركة جديدة تقول لكل من نوصله للسلطة … مش .. كفااااااية .. نعم ما حدث حتى الآن مش .. كفااااااية  حركة شعبية منظمة على نطاق واسع تبعد عن المكايدات والمزايدات والرفض العبثى للإرادة الشعبية ايا كانت ولكنها تقف بالمرصاد لمن يحصل عليها لتقول له بالأدلة والمنطق وبقوة .. مش .. كفاااااية  .. كلما قصر فى ازالة بقايا ركام ساتر نظام مبارك الترابى !؟ 
     افيقوا يرحمكم الله ..  

التعليقات