كتاب 11

08:32 صباحًا EEST

أمريكا شيكا بيكا !!

أصبح المنتخب الأميركي يلعب كرة القدم التي يعرفها العالم ولا يلعب فقط كرة القدم الأميركية. ليس بالسهل ولا بالهين أن يبدأ هذا المنتخب المونديال بفوز صريح على منتخب غانا القوي وينجح في فك العقدة التي عايروه بها نظراً لخسارته مرتين متتاليتين في ألمانيا 2006 وجنوب إفريقيا 2010 من نفس منتخب النجوم السوداء. في البرازيل بدى الوضع مختلفاً مع المدرب الألماني كلينزمان الذي أشبعوه نقداً هو الآخر قبل البداية لدرجة أنهم قالوا إنه لا يصلح لمجرد أنه قال إنه ذاهب إلى البرازيل لكي يكتسب الخبرة في طريقه لبناء فريق جديد يعتمد على الشباب.

لم يكن يعرف الذين انتقدوه أنه يناور، وأنه خبث مدربين، بدليل ما شاهدناه، رأينا منتخباً أميركياً ناضجاً، متحمساً، لدرجة أنه سجل هدفه الأول في الثانية 29 وهو خامس رقم قياسي في تاريخ المونديال، إذا كان هذا التسجيل المبكر جداً دليلاً على الحماس، فإن هدف الفوز الذي جاء في نهاية المباراة، بعد أن أدركت غانا هدف التعادل في توقيت يحبط أي فريق آخر، لهو دليل على النضج، ودليل قوة وخبرة وثقة في النفس، وهي معانٍ كروية كان الأميركان في السابق آخر من يعلم بها، أما منتخب غانا القوي بقيادة النجم العيناوي اسيمواه جيان، فقد أبلى بلاء حسناً في الشوط الثاني تحديداً، حتى تمكن أندريه إيوا ابن النجم الكبير عبيدي بيليه، من إدراك التعادل الذي أفسده الأميركان بضربة رأس بارعة في نهاية المشهد.

في تقديري شتان الفارق بين غانا ونيجيريا، رغم أن الأول خسر والثاني تعادل، فقد كانت مباراة نيجيريا مع إيران واحدة من أضعف المباريات وأكثرها مللاً، وعلى الرغم من كل شيء، فهي بداية جيدة لإيران، فالتعادل يبقيها في دائرة التنافس حتى المباراة الثالثة والأخيرة، أما نيجيريا فلم تبهر كالعادة، كرة قدم خارج النص، حتى المهارات التي اشتهرت بها غابت، وأعتقد أنه لا مكان لنيجيريا، بينما الأمل أكبر لغانا رغم الخسارة!

لم أصدق وأنا أتابع مباراة ألمانيا والبرتغال خاصة في نهايتها أن المنتخب الألماني لعب «على قد البرتغاليين» ولم يشأ أن يجهد نفسه كثيراً مدخراً قوته لما هو أهم!

كلمات أخيرة

رسالة قصيرة لكنها بليغة، كلها وفاء ومحبة، سكولاري مدرب منتخب البرازيل، وفور انتهاء مباراة البرتغال مع الألمان بهزيمة مذلة لكبرياء كريستيانو رونالدو ورفاقه، يرسل رسالة للبرتغاليين يهدئ من روعهم «ويأخد بخاطرهم » مذكراً إياهم ببطولة أوروبا 2004 عندما خسروا البداية ووصلوا للنهاية!

الفوز الكبير في البداية تحديداً يعطي دفعة غير عادية، منتخب تشيلي الذي فاز على أستراليا بالثلاثة، يرفض حفلة شواء، إنهم مهمومون بمواصلة المشوار.

أجمل ما شاهدته حتى الآن صورة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي لمشجعي منتخب اليابان بعد هزيمة منتخب بلادهم من ساحل العاج، أولاً المنتخب الياباني يذهب إلى جماهيره منحنياً حتى كاد أن يسجد في اعتذار مهيب لجماهيره وكأنه ارتكب جرماً، ولم ينته المشهد الذي لم نعتده، وشاهدنا ما هو أشد عندما رأينا الجماهير تمسك بأكياس القمامة وتنتشر في المدرجات لكي تنظفها قبل أن ترحل، ألست معي بأن هؤلاء الناس بالفعل من كوكب تاني!!

بعد خدش الكبرياء تواصل إسبانيا من جديد أمام تشيلي اليوم .. المهمة قاسية والشفقة واجبة !!

التعليقات