عرب وعالم

09:06 صباحًا EET

بالوثائق.. الفساد يهز إمارة «قطر»

 
كشفت وثائق مسربة عن وزارة الخارجية والديوان الأميري القطريين أن مستوى الفساد في إمارة قطر، التي شهدت في فترة قياسية فضائح دولية في مجالات سياسية ورياضية ومالية، بلغ حدوداً قياسية أدت إلى تشكيل لجنة داخلية للبحث في مظاهر الفساد وتحديد أسبابها، لكنها اصطدمت بعائق أساسي من داخل العائلة الحاكمة. 

وأشارت الوثائق التي نشرتها صحيفة «الأخبار» اللبنانية، أن فضائح هدر الأموال الحكومية تتركز على “رفاهية” أسرة آل ثاني الحاكمة، أكثر من المشاريع العابرة للقارات التي تحاول قطر الاستثمار فيها.

ففي 12 ديسمبر 2013 أرسل الديوان الأميري برقية إلى رئاسة الوزراء ووزير الداخلية تحت خانة “سري وعاجل”، تبلغ فيها رئيس الوزراء عبد الله ناصر بن خليفة بقرار “تشكيل لجنة رفيعة المستوى برئاسة رئيس الوزراء والنائب العام وعضوية محافظ مصرف قطر ووزير العدل ورئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية ورئيس ديوان المحاسبة”، وفقاً لتقرير الصحيفة. 

كما أرسل مكتب الأمير رسالة إلي رئاسة الوزراء يبلغه تشكيل لجنة خبراء، بإشراف رئيس الوزراء تختص بالبحث في “الأسباب الكامنة وراء ارتفاع تكلفة المشاريع في دولة قطر، مقارنةً بمثيلتها في الدول الأخرى”، وتطلب “اقتراح أفضل السبل لمواجهة هذه الظاهرة والحد منها”.

وبحسب الوثائق المسربة، فإن الفساد الحقيقي الذي تشكو منه الإمارة القطرية لا يبعد في الدرجة الأولى من عائلة آل ثاني، الذي بحسب الصحيفة قد يشكل أزمة تعصي عليها “المكافحة”، وتتساءل الصحيفة “كيف تكافح لجنة هدراً تظنه أسرة آل ثاني من مسلمات الحكم؟”.

ومن خلال الوثائق المسربة، فإن الهدر الذي تشكو منه قطر يتركز في لجنة سميت “هيئة متاحف”، وتترأسها الأميرة مياسة بنت حمد آل ثاني، وتظهر الوثائق أن، المهمة الرئيسية لهذه الهيئة تمويل الرحلات السياحية الباذخة التي تقوم بها الأميرة. 

وفق الوثائق، وصلت كلفة يومين أمضتهما الأميرة مياسة في فندق أمريكي إلى 73,765 دولاراً أمريكياً، وبلغت تنقلاتها 80 ألف دولار، كما طلبت لجنة المتاحف نفسها من وزارة الخارجية الرد على طلب الوفد القطري الدائم لدى الأمم المتحدة بتسديد نحو نصف مليون دولار كلفة إقامة مياسة في فنادق الولايات المتحدة وزيارة مراكز الترفيه والمنتجعات، بالإضافة إلي استئجار الطائرات الخاصة التي تصل كلفتها إلى 222 ألف دولار لليوم الواحد فقط. 

تشير الصحيفة في تقريرها إلى أن اللافت في الفواتير المحولة من السفارة القطرية في واشنطن الى الخارجية، ثم الى هيئة المتاحف، أن أجور “حمالي المطار والفندق” الذين استقبلوا وودعوا الأميرتين القطريتين آمنة وجفلة، لم تتجاوز 360$ و700$، ما يظهر أن “سخاء” حكام قطر، “الذي يبدو أنه لا يشمل العمال، يغدقه آل ثاني على “من هم فوق” فقط. 

وتسلط الصحيفة الضوء من خلال ما كشفته من وثائق عن قيام الأميرة مياسة، على سبيل المثال، بتكريم السفير الإسباني في الدوحة بشكل غير اعتيادي، من خلال تشكيل “قائمة هدايا مقترحة” صادرة عن الديوان الأميري تتضمن ساعة رولكس بـ42 ألف دولار مهداة لابن السفير، وبروش ألماس “على شكل طاووس” بـ60 ألف دولار لابنة السفير. حتى والد السفير شمله الكرم الأميري، عبر ساعة كارتييه بأكثر من 20 ألف دولار.
2 dbcb63 e28564 c6211Untitled-1 7be62

التعليقات