مصر الكبرى

08:46 صباحًا EET

عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية

علي وقع الاشتباكات الدائرة في ميدان التحرير الأن أكتب ، أكتب وعقلي يكاد يتوقف عجبا من الحال الذي وصلنا اليه ، هل هذا هو الحال الذي كان يصبو اليه شباب الثورة حين خرجوا يهتفوا " عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية " ونجحوا حين توقع لهم الجميع الفشل ، واليوم أراهم قد فشلوا حين تمني لهم البعض النجاح ، نعم فقد نجحوا في صنع ما رآه البعض مستحيلا واسقطوا نظاماً ظن البعض أن اسقاطه هو المستحيل الرابع بعينه ، وبلحمتهم والتفاف الشعب حولهم وبحول الله وقوته تحقق لهم ما ارادوا وطمحوا اليه ، الا انهم وبعد سقوط النظام تفرقوا فلم تحقق الثورة اهدافها ، وظل كل ما يشغل الشعب هتاف الثورة الرئيس " عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية " ينتظرون جني ثمار ثورتهم وأن يحسوا بثمار التغيير لكن هيهات ، فحتي يومنا هذا لم يحس الشعب بأي تغيير كأن يمني به نفسه ، بل وللأسف أحسوا بتراجع كبير في مجالات عدة ، حتي كفر الكثيرون بالثورة بعد أن شعروا أن ثمار الثورة التي تذوقوها ما هي الا ثمار مره لم تنضج بعد ، ودفعهم هذا لتمني يوم من أيام النظام السابق رغم فساده !!!، بل دفع جموع منهم للخروج ليهتفوا بسقوط الرئيس المنتخب – بالمخالفة لقواعد اللعبة الديموقراطية – بعد ال 100 يوم الأولي من حكمه .

سيادة الرئيس قبل أن تحاسب من خرج لماذا خرجت ؟ فلتسأل نفسك أولا ما الذي دفعه للخروج ؟ وأصدقك القول بأن الذي دفع البعض للخروج – من غير المنتمين للتيارات السياسية – هم مستشاروك للأسف ، نعم يا سيادة الرئيس فمن دفعهم للخروج هم من أشاروا عليك بأن الشعب المصري قد تغير مزاجه العام فأصبح شاغله الأول الدستور والجمعية التأسيسية وعودة مجلس الشعب وإقالة المشير والفريق وتغيير رؤساء الأجهزة والهيئات الرقابية وصولا لإقالة النائب العام .. الخ ما صدر عنكم من قرارات في ال 100 يوم الأولي من فترة رئاستكم التي وصلتم اليها من خلال صندوق الانتخاب – بفارق ضئيل عن المنافس – فبرغم أن هذه القرارات كانت مطلوبة ، الا أنه لم يكن من القبول أن تقتصر فترة ال 100 يوم – التي الزمتم نفسكم بها – علي مثل هذه القرارات التي تعتبرها جموع الشعب – وبخاصة البسطاء منهم – نوع من الرفاهية مقارنة بمتطلباته الأساسية فجل الشعب يا سيادة الرئيس ماذا زال شاغله الأول رغيف العيش وانبوبة البوتاجاز ومستقبل الأبناء وهذا ما يمثل عنده ملف " العيش " ، كما يشغله أن يعبر عما بداخله وأن يختار اسلوب حياته وأن يكون آمنا في عيشه ومعيشته وهذا يمثل عنده ملف " الحرية " ويريد أن تكون فرص الحياة المتاحة أمامه متساوية لا تحكمها الا الكفاءة وهو ما يمثل عنده ملف " العدالة الاجتماعية " .
هل رأيت يا سيادة الرئيس كم هي بسيطة مطالب شعبك ؟ لكن ماذا نفعل ومستشاروك يتفننون في وضعك في مواقف انت في كل الغني عنها فصرفوك عما هو مطلب أساسي لما هي مطالب قد تأتي فيما بعد ، الم يصنعوا صراعاً بينك وبين المحكمة الدستورية العليا كنت في غني عنه في بداية حكمك ، وها هم يضعونك في مازق اكبر بقرار تعيين النائب العام سفيراً لدي الفاتيكان – وهو للإقالة أقرب – ألم يخبروك يا سيادة الرئيس أن المستشار عبد المجيد محمود يبلغ من العمر 66 عاماً وسن التقاعد بوزارة الخارجية هو 60 عاماً ، هذا ان كانوا قد تجاوزوا قانون السلطة القضائية الذي لا يمنح رئيس الجمهورية حق اقالة النائب العام ، وبعد كل ذلك ظهرت تسريبات تتجه للتراجع عن القرار وهذا ان حدث سيكون كارثة بحق ، فنرجو سيادة الرئيس أن تحسن اختيار مستشاريك وأن تطلب منهم أن يصدقوك النصيحة فلم يُسقط الرئيس السابق الا بطانته ، كما نرجو الا تدع أحداً يتحدث باسمك اذ نجد قياديي الإخوان – بعد أن أصبحوا ضيوفاً دائمين علي الفضائيات – يصرحون بالكثير من القرارات قبل أن تصدر عن مؤسسة الرئاسة ، كما وانك يا سيادة الرئيس وبعد ان صرحت بأنك أصبحت رئيساً لكل المصريين ألا تسمح للجماعة وشبابها أن يخرجوا مدافعين عن كل قرار يصدر عنكم ويكفي ما حدث منهم اليوم بميدان التحرير .
سيادة الرئيس لقد انتظر الشعب المصري 30 عاماً ليخرج علي الرئيس السابق ، ولكن الأمر تغير كثيراً بعد أن نال الشعب حريته انتزاعاً ، ولن يسمح لأحد أن يمن عليه بحريته التي نالها بدماء زكية سالت ليحيا حراً كريماً علي أرض وطن طالت غيبتهم عنه ، فلا تسمح لمستشار ولا لعضو جماعة أو حزب ما زال يعتبركم جزء من منظومته أن يسئ اليكم بأفعاله وتطاوله علي معارضيك ، فلمثل هذه الأفعال خرج الشعب علي النظام السابق ولن يسمح لأحد أن يحرمه من أن يحقق التغيير المنشود ، وليكن هدفك تحقيق احلام الفقراء والمهمشين والبسطاء من بني الوطن ساعتها تراهم أول المدافعين عنكم ، ولا تجعل من حولك باستفزازاتهم يدفعون الناس دفعاً ليخرجوا عليك بهتاف " الشعب يريد اسقاط الرئيس " كما حدث بالميدان اليوم ، فما حدث نراه مأزقاً وضعتك فيه الجماعة وشبابها وصنعت منه مشهداً غريباً علي رأس المائة يوماً الأولي لم يكن من اللائق حدوثه في مصر ما بعد الثورة .

التعليقات