كتاب 11

12:06 مساءً EET

الضرب فى الميت.. حرام

فى جلسة مسائية رتبها الدكتور جمال زهران مع المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء بعد توليه مباشرة وكنا خمسة أفراد ممثلين للجمعية الوطنية للتغيير، انتظرنا رئيس الوزراء حتى انتهى من اجتماع مع مجموعة أخرى، فى قاعة (صالون) فخم تزينه إضاءات فى السقف وفى الجدران، وكانت الإضاءة أول شىء لفت انتباه محلب لدى دخوله القاعة واتخاذه مجلسا بيننا، فقال لواحد من موظفيه: (قلل يا بنى النور يابنى.. طفى شوية) مشاورا على الأنوار الجانبية، وبالفعل انطلق الموظف منفذا الإشارة وقلل النور، ووصلت إلينا نحن الخمسة الرسالة، وتذكرت حينها حكاية زجاجات المياه المعبأة، وكيف أن محلب قرر توفير ميزانيتها من مصروفات الحكومة وبدأ بنفسه وشرب من مياه (الحكومة) وانتظرت أن يمتد الخط البيانى، خط التقشف والنور والميه إلى آخره ويعلن رئيس الحكومة ووزراؤه الأرقام الحقيقية لرواتبهم، وأرقام بدلات حضور اللجان، وأرقام بدلات السفر، ونفقات تجديد المكاتب، ومصروفات السيارات والمواكب، وأن يبدأ التقشف الحقيقى من أعلى، من الملايين إلى الجنيهات القليلة.

طبعا الحكاية، حكاية النور وزجاجات المياه توقفت والله أعلم بمصيرها داخل المجلس.

وبدأ محلب وحكومته الدخول منذ أيام قليلة إلى طريق اللاعودة، أو طريق الضرب فى الميت، والميت هنا هو واحد من اثنين إما مواطن كنا نطلق عليه طبقة وسطى، وأصبح الآن لا وسطى ولا دنيا ولا يحزنون، وإنما هو شبه إنسان مهموم وخائف ويحسب حسابات الإسقاط والديون، أو مواطن خرج من حسابات كل الحكومات وكل الأنظمة رغم أنه قدم السبت والأحد وكل الأيام واختارا هما الاثنان، الدستور، واختارا الرئيس وانتظرا الفرج، وجاءتهما أنباء لا توحى أبدا بالفرج، وإنما تقول له: أنت اللى عليك القصد والنية، سيرتفع سعر البنزين يا مواطن لأن العجز فى الميزانية يجب أن ينخفض، ارتفعت أسعار المياه لأن العجز فى الميزانية يجب أن ينخفض، سترتفع أسعار شرائح معينة من الكهرباء المقطوعة لأن العجز يجب أن ينخفض، وكل هذا والمواطن لا يفهم حكاية العجز فى الميزانية الذى يجب أن ينخفض، يفهم فقط أنه انتظر ثمار التغيير، وأن التقشف معناه أن يدفع أصحاب الملايين، وأنه سيصدق فقط عندما يبدأ الكبار، وعندما تتوقف الأرقام المذهلة عن رواتب الكبار، ويفهم ويصدق أن طريق التغيير سيدفع فاتورته الكبار قبله، ولا يصدق محلب وحكومته.

التعليقات