آراء حرة

10:12 صباحًا EET

كواعب أحمد البراهمي تكتب: القضية أكبر من صداقة فيس بوك

نسمع منذ القدم – خلافا في الرأي لا يفسد للود قضية – وأظن ان هذه المقولة تقال عندما يختلف احد الناس او بعضهم مع البعض الآخر .

ولكن ما حدث مؤخرا في مصر هو أغرب شئ يحدث – طبيعي انه يوجد اختيارت في الرئاسة أو في مجلس الشعب – وطبيعي أن تختلف الأراء في كل شئ – نحن نختلف لأن لكل شخص تفكيره وميوله وقدراتة – نختلف فيما نريد ونختلف في قدراتنا – والمفروض أننا نتقبل بعض كما نحن – وكما هي صفاتنا فلا احد يشبه أحد –الأسرة الواحده يختلف فيها الأفراد علي كل شئ . الذي جعلني اكتب ذلك ما حدث علي صفحتي الفيس بوك مؤخرا – طلب شخص صداقتي ووافقت ثم وجدت رسالة منه تقول – شكرا علي الصداقة واسف علي إنهائها لاني دخلت صفحتك ووجدت ان ميولك كلها مع السيسي ويقول ايضا أنه ليس من الأخوان . طبعا الموضوع كصديق فرد لا يعنيني في شئ – لكني أجد الموضوع أكبر من ذلك – بالرغم أن عندي أصدقاء كثيون من الأخوان – وبالرغم من إختلافنا ما زلنا أصدقاء وما زلنا نحترم بعضنا البعض . ما لفت نظري ان الموضوع عنده وصل للكراهية – كراهية أن يشاهد مقالات لي ضد انتماؤه – أنا أقول لمثل هؤلاء الناس إذا كان الخلاف في الدين لم يفرقنا علي الفيس عندي صدقاء مسيحيون – والخلاف في المذهب لم يفرقنا عندي اصدقاء شيعة – والإختلاف في الجنس لم يفرقنا أكثر الأصدقاء رجال – والإختلاف في الوطن والجنسية لم يفرقنا عندي من جميع الجنسيات – حتي الإختلاف في اللغه لم يفرقنا . ثم أفترقنا لان بعضنا تبع السيسي وبعضنا تبع مرسي .

ثم ما زاد الطين بله بعض التعليقات علي الموضوع بعضها يقول لي لا تغضبي ولا يهمك – وشخص يقول انتي تنتمين إلي الدولة العميقة دولة حسني مبارك – علي اساس أنه من مواليد فبراير 2011م. والبعض يتحاور مع البعض علي اساس أنه طالما مع السيسي فأنه يكون ضد الأخوان – وأغلبهم يبدأ كلامه بأنا لست أخوان ولكن ثم يشتم علي السيسي ويدعي ما حدث إنقلاب . حقيقة ما يحدث في وطننا مهزلة لدرجة أن البيت الواحد أنقسم – هل لو قلنا أن جمال عبد الناصر نحبه وهو من قام بالثورة وعددنا مزاياه نكون نا صريين أو سادتيين أو تابعين لحسني مبارك أو تابعين لمرسي او تابعين للسيسي .

الذي أعرفه جيدا أننا مصريون – مصريون أيا كان الإنتماء – لأي حزب أو لأي رئيس يجب أن نهض ببلدنا وأن نحميها من التقسيم والتفكك – أن ننظر للغد ونعمل كل ما نستطيع – الله سيسألنا عن أعمالنا – لقد شغلني من أول رمضان الحديث الشريف ( لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) وفكرت كثيرا في كلمة لا يؤمن – أي لا يكون مؤمنا وسألت نفسي كثيرا هل أنا فعلا أحب للناس كل ما احب لنفسي – وتفاجئت بمن يكره حتي أن يري منشورات لآخر لمجرد أنه يختلف معه في الرأي – هل إلي هذه الدرجة وصلنا بمفهومنا للدين وللعمل بما نزل إلي رسولنا من القرآن الكريم وما علمنا إياه الرسول صلي الله عليه وسلم – ساءني فعلا ما حدث – ليس بصفة شخصية فلا يعنيني صداقة إلا من كان يحترم نفسه ويحترم صفحتي ولا يسب أحدا ولا يشتم أحد – أما من هم غير ذلك فأنا أحظرهم – ولكن شغلني وساءني طريقة تفكير ومنهج حياة جديدا علي بلدنا وعلينا كمصريين – ألهذا الحد أختلفنا – حتي الشهر الكريم ما هذب أنفعالاتنا .

أتمني أن يراجع كل شخص نفسه ويسأل نفسه سؤالا واحدا – هل الخلاف سيكون سببا لأن تتقدم مصر وتنهض أم العكس ؟ وهل التشكيك في الجيش سيخدم الوطن أم سيخدم مصلحة من ؟ عندما يجيب بصدق هو بنفسه سيعرف ماذا عليه أن يفعل . اللهم إهدنا فيمن هديت . ورمضان كريم

التعليقات