ثقافة

08:25 صباحًا EET

خبير آثار: “وحوي يا وحوي” تحية للقمر ..وأصلها قديم

قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان إن كلمة ” وحوى يا وحوى” التى يتغنى بها الأطفال فى شهر رمضان الكريم أصلها مصرى قديم.

وأضاف ريحان أن كلمة (أيوح) معناها القمر وكانت الأغنية تحية للقمر و لليالى القمرية، ونصها ” قاح وي ، واح وي ، إحع” وترجمتها باللغة العربية “أشرقت أشرقت ياقمر” وتكرار الكلمة فى اللغة المصرية القديمة يعنى التعجب .

وأشار ريحان، فى تصريح له ، إلى أنه بعد دخول الفاطميين إلى مصر وانتشار ظاهرة الفوانيس أصبحت الأغنية مرتبطة بشهر رمضان فقط بعد أن ظلت أزمنة مديدة مرتبطة بكل الشهور القمرية وذلك طبقا لما جاء فى دراسة أثرية لعالم الآثار الإسلامية الدكتور على الطايش أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة.

وأوضح أن تلك الدراسة ألقت الضوء على الروايات المتعددة عن أصل فانوس رمضان ومنها رواية فى عهد الحاكم بأمر الله الفاطمى حيث كان محرما على نساء القاهرة الخروج ليلا فإذا جاء رمضان سمح لهن بالخروج بشرط أن يتقدم السيدة أو الفتاة صبى صغير يحمل فى يده فانوسا مضاء ليعلم المارة فى الطرقات أن إحدى النساء تسير فيفسحوا لها الطريق، وبعد ذلك اعتاد الأولاد حمل هذه الفوانيس فى رمضان.

كما ذكر أن ظهور فانوس رمضان ارتبط بالمسحراتى وكان يعلق فى منارة الجامع إعلانا لحلول وقت السحور، فصاحب هؤلاء الأطفال بفوانيسهم المسحراتى ليلا لتسحير الناس حتى أصبح الفانوس مرتبطا بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة فى هذا الشهر.

وتابع أن الدراسة أشارت لأصل المسحراتى منذ العصر العباسى ,حيث يعتبر والى مصر عتبة بن إسحاق أول من طاف شوارع القاهرة ليلا فى رمضان لإيقاظ أهلها إلى تناول طعام
السحور عام 238هـ 853/م وكان يتحمل مشقة السير من مدينة العسكر إلى الفسطاط مناديا الناس ” عباد الله تسحروا فإن فى السحور بركة “.

ولم تقتصر مهنة المسحراتى على الرجال فقط كما يعتقد البعض فكما أن هناك المسحراتى فهناك أيضا “المسحراتية”, ففى العصر الطولونى كانت المرأة تقوم بإنشاد الأناشيد من وراء النافذة في وقت السحور لتيقظ أهالى البيوت المجاورة لها كما كانت المرأة المستيقظة فى وقت السحور تنادى على جاراتها لإيقاظهن.

وأوضح أن الدراسة كشفت عن أصل مدفع الإفطار وارتباط اسمه بالحاجة فاطمة فى رواية ترجع لعام 859 هـ 1455/م ففى هذا العام كان يتولى الحكم فى مصر والمملوكى يدعى (خوشقدم) وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألمانى وكان الاختبار يتم أيضا في وقت غروب الشمس فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار .

ولكن لما توقف المدفع عن الإطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع فى رمضان فلم يجدوه والتقوا زوجة السلطان التى كانت تدعى (الحاجة فاطمة) التي نقلت طلبهم للسلطان فوافق عليه فأطلق بعض الأهالى اسم (الحاجة فاطمة) على المدفع واستمر هذا حتى الآن إذ يلقب الجنود القائمون على تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود حاليا بنفس الاسم.

التعليقات