مصر الكبرى

10:14 صباحًا EET

الحق والباطل

 
كم من لطمات نتلقاها!كم من جروح تخدش عزتنا وكرامتنا وإنسانيتنا !كم من صدمات نواجهها عندما يغيب الضمير فينتصر الباطل ويعمى الحق !هل هذه سمات عصرنا, من المحتمل ,لكن الصراع بين الباطل والحق كائن مع قابيل وهابيل ,عاشه الرسول صلى عليه وسلم عندما أثقل عليه أبو لهب والكفار .صراع الجدل والمقاومة قديم قدم الانسان حتى الحيوانات لم تسلم من هذا الصراع فهاهو الأسد يستحوذ على السلطة وينصب نفسه ملكا على  الغابة فيأسى لذلك الثعلب فيدبر له المكائد ويتناحران ويتصارعان ويدور بينهما وبين الحيوانات مفاوضات وفي النهاية يكون البقاء للأقوى ولمن يكشر عن أنيابه !هل من الضروري كي يسود الحق أن يسيل معه الدم وأن يروح من جرائه ضحايا وأبرياء !.هذا يرجعنا إلى قول الله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض فأبين أن يحملنها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا "السموات والأرض بكل عظمتهما رفضتا أن يتحملا مسئولية الأمانة ,لأن حملها أمانة وفشلهما تقصير في الأمانة ,أو أن حجمهما اقل من تبعات هذه الأمانة,هل ستعود بالخير أم تكون وبالا وشرا .

عندما قبل الانسان الأمانة وقد وصفه الله بأنه ظلوما جهولا ,لم يكن الله سبحانه وتعالى يقصد أ ن يعم الظلم أو أن يسود الجهل إنما التصاق الصفتين ومعهما نعمة العقل التي منحها الله للإنسان كي يميز بين ماهو خير وماهو شر ,بين الفضيلة والرذيلة ,بين الصدق  والكذب ,بين الحرام والحلال وجاءت الأديان ليسير الانسان على هداها كي يعرف الطريق فلا يضل  فتغريه الحياة الدنيا وينسى السبيل الذي وضعه الله بين يديه .
وتنطلق حدود الأمانة لتشمل كل البشر الراشدين العاقلين .فالأب في بيته أمين على بيته وحريص عليهم وإلا تفككت عرى هذا البيت وصار مرتعا لفشل وضياع مرتاديه .ويقع على عاتق الأب أن يكون أمينا في عمله محافظا على أسراره وعلى مواعيده وعلى كفاءته لأن أمانته تلك ستخلق الطمأنينة والسكينة في قلبه لأن ماله الذي سوف ينفقه على أهل بيته حلال فيسعد به من في زمرته فلا يشقى لمرض أحدهم  وفشله عقابا لظلمه وجهالته بدينه .
إن الجهل والظلم لهما من العواقب ما يحيل حياة البشرية إلى جحيم فالجهل والافتقار إلى منطقية الفكر  يؤدي في بعض الأحيان إلى الظلم والفقر والمعاناة والتعاسة وانتشار الجريمة والبغض والتناحر والأنانية وهل بعد كل ماذكرنا يقوى المجتمع !هل يصلب عوده بين الأمم فينافس أعظم الأمم رقيا وتقدما وسعادة لأبنائه .من كان يظلم ويعذر لظلمه هو رجل الغاب لأنه كان يعيش على فطرته لم تكن الأديان قد أرسلت إليه بعد فيطغى ويبطش ويظلم لانه لم يكن لديه نائبا عاما !ماذا ؟!نحن لدينا نائبا عاما في قرننا الحادي والعشرين هل عدنا إلى زمن الغجر ورعاة البقر ؟!
 

التعليقات