كتاب 11

08:45 صباحًا EET

المسلمون ليسوا طيبين!

الله يفتح عليك يا أبومحمد، وأبومحمد هو عدنان إبراهيم، الداعية الإسلامى، فلسطينى الأصل، الذى اتخذ من أوروبا موطنا له، ما سمعته من أبومحمد لم أسمعه من أحد غيره، فقد مس الرجل عصبا مكشوفا، وربما تكون حياته ثمنا قليلا لما كشفه، درس الفقه والشريعة وتعلم وكوّن عقله متحررا من كل التابوهات والأساطير والصور الذهنية الكاذبة، وحمل روحه على كفه وأعلنها لكل من يتلقى عنه العلم والتجربة والموعظة.

قالها بسيطة وقاطعة ومدوية: المسلمون ليسوا طيبين، المسلمون ليسوا جيدين ولا وديعين، والإسلام تم اختطافه من مشايخ ومتنطعين، وراح الرجل يبرهن على اكتشافه هذا فيقول: إن المسلمين طيبون فقط عندما يكونون تحت قوة الدولة وقوة القانون، وحين تذهب عنهم قوة الدولة والقانون ترى وحوشا تقتل الأطفال، وتقطع الرؤوس وتمضغ القلوب وتأكل الأكباد، ويقولون: الله أكبر، ويصرخ الرجل: لا تكبروا أيها المعاتيه، المجرمون، نحن نبرأ إلى الله منهم، ويصف كيف يعلمون الشباب أن يفقد إنسانيته باسم الإسلام، يفقد إنسانيته وهو ينتسب إلى النبى الكريم الذى أرسله الله رحمة للعالمين، وهو ينتسب إلى أرحم عباد الله.

ويمضى محتسبا بالله من مشايخنا وعلمائنا الذين يُكرهون الناس فى الناس، مرة نكرههم لأنهم كفار، صليبيون، ومرة لأنهم أعداء الله إلى أن أصبحنا أكفر الناس بنعمة الإنسان، أكفر إنسان بنعمة الإنسان هو المسلم، من يصدق هذا؟ وماذا يكون العته والجنون إذا لم يكن هذا هو العته والجنون.

ويمضى أبومحمد واصفا حاله وحال المسلمين فى أوروبا فيقول: نعيش فى بلادهم، ونأخذ الأمان والمال من الضرائب التى يدفعونها، نتعلم فى مدارسهم وجامعاتهم، ونتداوى بما تنتجه معاملهم ومصانعهم، وبما يفنى فيه علماؤهم، ونأكل من قمحهم، ونعتقد أنهم ملاعين وصليبيون، ويتساءل: أى دين هذا، وأى فقه هذا؟ ويجيب: إنه فقه الإجرام، ويستعد أبومحمد للتعمق فى فقه الإجرام، حتى يقدمه لمريديه وتلاميذه فى دراسات تستدعى الماضى البعيد، وتستدعى مع الماضى دماء البشر التى حرم الله فى سوريا والعراق وليبيا، وكنا فى مصر على مشارفها، مشارف الكراهية والتكفير والدماء.

حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم يا شيخ عدنان، فهذا ليس ديننا ولا نعرف له اسما.

التعليقات