مصر الكبرى

08:06 مساءً EET

اللي بني مصر …

 
“اللي بني مصر كان ف الأصل حلواني” … مقولة تتردد من زمن بعيد لا نعرف أصلها ولكن من كثرة ترديدها اصبحت من المأثورات ولكنني ممن يرون أن عبقرية المقولة في معناها بعيدا عن شخص قائلها فبالفعل اللي بني مصر لابد أن تكون صنعته الاساسية صناعة الحلوى لما لا وهو من اختار لمصر كل ما هو جميل فجاءت بهية جميلة واجمل ما في مصر هو الانسان فالإنسان المصري ذو طبيعة خاصة تميزه عن غيره كثيرا هذا الانسان العبقري الذي عاركته الحياة فعركها، يتعامل مع واقعه بحلوه ومره بابتسامة تجعله يزيد من افراحه ويتغلب بها علي احزانه، فبرغم كل ما عاني منه شعب مصر علي مر العصور تعايش مع كل الانظمة بداية من الفراعنة مرورا بالولاة والسلاطين … الخ حتي وصلنا لعصر الرؤساء الفراعين الحاكم الفرد الا أن صبر هذا الشعب علي ظلم حكامه قد وصل حد الانفجار بعد أن جاوز النظام السابق المدي فثار الشعب وصنع ثورة تغني بها الجميع وقهر نظاما جثم علي صدره ثلاثون عاما.

وتجلت عبقرية هذا الشعب العظيم حين استطاع أن ينهي حكم هذا النظام في 18 يوم، وتبقي امامه تحديا اكبر هذا التحدي يتمثل في بناء مصر الجديدة ولكن تبقي المشكلة الرئيسية من أين يبدا البناء ؟ هل نبدأ من حيث انتهي بنا النظام السابق ؟ اري هذا الامر لا يستقيم في ظل ما تعيشه مصر من بدايات تغيير بدأ بتخلي رأس النظام السابق ويجب الا نقف كثيرا عند هذه المنطقة ونظل نتباكى عندها علي ما فات اذ يجب علينا أن نفكر فيما هو آت حتي لا يكون النظام السابق قد نجح في افساد حياتنا طوال الثلاثون عاما الماضية ونسجل له نحن نجاحا أخر برغبتنا بعد اقصائه الا وهو افساد ما هو آت من مستقبلنا.“اللي بني مصر كان ف الأصل حلواني ، عشان كده مصر يا ولاد حلوة الحلوات” وأحلي ما في مصر ناسها لذا فالتحدي الأكبر أمامنا جميعا الأن أن نستدعي حلاوة الروح وحلاوة الخلق وكل ما هو جميل بداخل هذا الانسان لنبدأ به في بناء مستقبل مصر القادم لنا ولأجيالنا ونصلح ما افسده السابقون فمن بني مصر في السابق قادر بإذن الله أن يبني مصر المستقبل فلم يبني مصر الفراعين والحكام بل بناها أهلها علي مر العصور والأزمنة.اذن فالتحدي الأن هو تنمية البشر لا تنمية الحجر فتنمية البشر هي الأبقى من تنمية الحجر ، وهذا ليس معناه أن ننتظر خططا حكومية للتنمية لكن لنأخذ زمام المبادرة كما أخذها الشعب في ثورة 25 يناير وليبدأ كل منا بنفسه فيغير بقدر ما يستطيع لنتعايش جميعا في اطار من الود والمحبة والرغبة في البناء بناء أنفسنا وبناء المجتمع “ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم” ولننحي كل خلافاتنا ومصالحنا جانبا ولنبدأ مرحلة البناء بناء النفس أولا فلو اصلح كل منا من نفسه لصلح المجتمع وصلحت احواله الاجتماعية والاقتصادية وعندها ستكون هذه هي اللبنة الأولي في بناء المستقبل ولننظر لمصر وصالحها ومن أجلها نتوافق ولأجلها نتصالح ولنضع أيدينا جميعا معا وليكن شعارنا في المرحلة القادمة “ايد في ايد نبني مستقبل مصر الجديد” من أجل مستقبل أفضل لمصر وشعبها وأجيالنا القادمة نقدم فيه لمصر أحلي ما فينا وأحلي ما عندنا لتعود مصر حلوة الحلوات.
 

التعليقات