كتاب 11

06:08 صباحًا EEST

الغائبون عن لقاءات الرئيس

رغم أنني لم أَعِشْ لحظات الحلم الوطني في عهد الزعيم جمال عبدالناصر ولكنني محظوظ أن أعيشها في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ويرى كثيرون أن التشابه كبير بين العهدين.

وأنا شخصيا انحاز للسيسي لأن ما قدمه وما سيقدمه لمصر سوف يجعله أعظم حكامها,ولأنني عاشق للسيسي وأرى فيه طوق النجاة لمصر وللأمة العربية فإنني أكتب هذا المقال لكي يكون رسالة لمن حوله,في المراسم والديوان فهم الذين يحددون من يحضر لقاءاته,وهناك ملاحظات كثيرة بدأ حتى المواطن البسيط يتحدث عنها حول المدعوين فمنذ توليه الحكم والاهتمام أكبر بدعوة رجال الفن والرياضة والإعلام والكُتاب.

وهذا شيء جميل ومهم ومطلوب ولكن نفس الوجوه متواجدة دائما في لقاءات الرئيس وكأن مصر لا يوجد فيها سواهم,رغم أنهم أيضا كانوا على مائدة مبارك ثم مرسي الرئيس الاخواني المتهم بالخيانة,رجال الفن والرياضة والإعلام بجانب أنهم الأشهر في المجتمع فإنهم أيضا الأكثر ثراء يتقاضون ملايين الجنيهات ولم نسمع أن احدهم تبرع لصندوق تحيا مصر رغم أنهم يصدعون رؤؤسنا يوميا في برامجهم الليلية والنهارية مطالبين المواطنين بالتبرع بل وبعضهم يُهين رجال الأعمال المتقاعسين عن التبرع.

الإعلاميون الدائمون في لقاءات الرئيس والذين أصبحوا مثل نجوم كرة القدم ينتقلون بين القنوات لمن يدفع أكثر بعضهم يتقاضى أموالا أكثر من لاعبي الأهلي والزمالك وينافسون لاعبي برشلونة وريال مدريد,أتمنى منهم أن يكونوا قدوة للمواطنين ويتبرعوا لصندوق تحيا مصر.هذا عن الحاضرين الدائمين للقاءات الرئيس أما عن الغائبين فهم الأهم لأنني للأسف الشديد لم أشهد تواجدا للعلماء وشباب الباحثين والمخترعين والمبتكرين,لم أشهد الخبراء وأوائل الجامعات والمدارس والفلاحين وجامعي القمامة وعمال المصانع المتعثرة,أتمنى في المستقبل أن أشاهد في لقاءات الرئيس العالم الجليل د محمد غنيم والجراح العالمي مجدي يعقوب,د فاروق الباز وغيرهم من علماء مصر في الداخل والخارج.

أتمنى حضور مواطنين بسطاء بملابسهم المتواضعة وفلاحين يأتون من حقولهم مباشرة بطين الأرض ورائحة الزراعة أو يذهب إليهم الرئيس حتى يسمع منهم ويُشعرهم أنهم شركاء في بناء وتقدم البلد فهناك كثيرون يدّعون أنهم فلاحون ونقباء لهم ويتحدثون بأسمائهم أمامه,أتمنى وجود عمال اليومية والمعمار وسكان العشوائيات والمرضى الفقراء وأهالي ضحايا الإرهاب من الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء,أتمنى أن أشاهد في لقاءات الرئيس الشباب العاطل عن العمل والذي يقضي أفضل سنوات عمره على المقاهي بعد نجاته من الموت غرقا في البحر وهو في طريقه للهجرة غير الشرعية.

الغائبون عن لقاءات الرئيس هم الذين يحملون الوطن على أكتافهم,هم مصر الحقيقية وبدونهم تنهار البلاد ووقت الأزمات تجدهم السند والدعم.كما أتمنى أن أشاهد في لقاءات الرئيس المختلفين معه في الرأي،طبعا عدا الجماعة الإرهابية وأنصارها.

مصر لن تتقدم بأهل الفن والرياضة والإعلام وجوه كل العصور وجودهم مهم وأسلحة ناعمة,ولكنها تتقدم بالعلماء والخبراء والصناع والزراع وشبابها الموهوب يجب أن يكون هؤلاء في صدارة المشهد ودائرة الاهتمام وأن يكونوا هم نجوم المجتمع وسوف نجني ثمار ذلك سريعا على البلد وعلى الرئيس نفسه,أنا أعلم أن كلامي هذا لن يصل إلى الرئيس وقد يُغضب الكثيرين وضد مصلحتي ولكن حبي لبلدي ولرئيسي الوطني المحترم أهم من مصلحتي الشخصية.

egypt1967@yahoo.com

مذيع بإذاعة الشرق الأوسط       

التعليقات