مصر الكبرى

08:38 صباحًا EET

الربيع العربي من الدكتاتورية الفردية إلى الدكتاتورية الجماعية

هذا العنوان يحمل في طياته الكثير من المخاوف لدى قطاع كبير من جمهور الشارع العربي حول مستقبل تشوبه الضبابية! حيث الشعور العام الذي يدعو لليأس بسبب التباطؤ غير المحمود نحو تغيير منشود، وفي ظل حشود كبيرة من تيار الإسلام السياسي الذي لم نسمع عنه سوى كل ما هو سيئ عبر رسالة إعلامية موجهة من الأنظمة القمعية وما زالت الشعوب العربية غير متأكدة من ذالك الشحن، وما بقي في الأذهان من معلومات تفيد بأن هؤلاء لا يرغبون إلا في الإنغلاق، حيث التشدد وتقييد حرية الأخرين والرجوع بنا إلى عصور غابرة غارقة في الجهل! فهل هذا صحيح؟ وكل هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة ما إذا تمكن هؤلاء السلفيون من الوصول إلى الحكم وماذا سيكون حال الأوطان حينها؟!

فالتجربة العراقية ما بعد صدام فتحت علينا سجنا أكثر ظلمة ويقف على بابها سجانون من الجماعات ‘الإسلامية ‘ المتطرفة، هذا حسب قول رياض الأمير الكاتب الصحافي، وهكذا نجد تلك المخاوف من بعض النخب وحتى من عامة الناس على مختلف مشاربهم. ونحن كمراقبين يجب أن نحلل مثل تلك الضغوط النفسية الناتجة عن حملة دعائية ضد شريحة مجتمعية لا تنتهج ما هو مخالف للتقاليد والأعراف سوى ثياب تشبه أحيانا الزي الأفغاني أو الباكستاني أو ما يشبه شيوخ الوهابية ما إذا صح تلك التسمية ولم يثبت عن تلك الجماعات أنها شاركت في حروب أفغانستان أو في تنظيمات جهادية بل على العكس من ذلك فهم كانوا دائما في كنف المفاهيم التي تدعو إلى عدم مخالفة ولي الأمر، وإن كان مثل صدام حسين أو حسنى مبارك، ومع كل ذلك ما زالت الدعوى مفتوحة أمام الرأي العام التي تتهم الجماعات السلفية بعدم قبولها بالأخر أي المخالف لفكرهم.وأنا أتساءل هل يا ترى ذلك الآخر وإن كان يساريا أو صاحب أيديولوجيات تخدم شعوبا أخرى أو عقائد غير الإسلام هل من الممكن القول بأنها قادرة على القبول الفعلي وغير الشكلي بالآخر؟!وبمعنى أدق هل المشكلة هي عالمية تخص الإنسان، حيث مزاجه النفسي المحكوم بشهوات متعددة، منها الإحتكار والتسلط والإستكبار وغير ذلك الكثير؟ أم إنها فقط مشكلة محلية تخص شعوب المنطقة العربية؟! وفى ظل هاجس الخوف سنظل نكتوي بنار الشكوك التي لا تبنى بل تهدم جسور الأمل، ونعيد السؤال مرة أخرى إلى متى سنظل رهينة وهم الخوف من الآخر؟وإن كانت الهموم المتراكمة بسبب قلة الرفاهية، وإن شئت فقل الفقر في مصادر المأكل والمشرب والفكر الذي أنقطع عن منابع العلوم الراسخة مما جعلنا رهائن لدى كلمات متناثرة هنا وهناك ومجهولة المصدر وغير إننا نشتم فيها رائحة الكراهية والبغضاء و سطور التحريض أو التعبيرات غير الرشيدة التي تجعلنا على يقين بأن غايتها هي إحداث الفتن ولا تنم عن رغبة صادقة في الإصلاح ولذا أدعو د. رياض الأمير وغيره بأن يتبنوا مشروعا قد أسميناه (درء الشبهات) وندعو إليه أصحاب المصلحة من المتنافرين أو المتصارعين ولتكن المواجهة المباشرة التي نقصد منها المصارحة ومن ثم تأتي المصالحة، فلنأتي بهؤلاء السلفيين ورموزهم وما إذا هم حقا كيان لهم وجود على الساحة ولنجعل بين الجميع حكما وليخضعون لحكمه ومن بعد تحسم الأمور ولنضع جميع المخاوف في بوتقة النسيان، وهكذا نؤسس لبنيان يجعل للإنسانية جسدا واحدا، وعليها تصنع معاهدة إسمها ‘معاهدة الشعوب الحرة’، التي لا يظلم فيها إنسان إلا من ظلم نفسه في ظل قانون أو شرعية يرضى عنها الجميع وبهذا نستبشر بالربيع العربي الذي ضحى من أجله خير أبناء الأمة وبهذا نغلب التفاؤل على ذالك الشعور الجامح بالتخوين تارة أو عقدة المؤامرة داخل المزاج العام تارة أخرى، وبذالك نهزم سوء الظن الغالب ولنا أن نحلم بالإنفراجة في العقلية العربية التي نسعى بها بأن تكون نموذجا يحتذى به بين أبناء الأمم فنحن قادرون على العطاء للإنسانية ولنبدأ الأن بصناعة المستقبل الزاهر.

التعليقات