كتاب 11

11:38 صباحًا EET

السيسى .. والأبعاد الثلاثة فى الأمم المتحدة !!

إن هذا الصوت الذى تسمعونه ونسمعه معكم ، هو صوت الحواجز وهى تُطوى وترفع ، ليعلن التاريخ أن للحرية أصدقاؤها فى كل مكان فى العالم ) !! تلك هى كلمات الزعيم جمال عبد الناصر من فوق منصة الأمم المتحدة ، والفارق الزمنى أكثر من خمسين عاماً مضت ، مرَّت بكل مافيها من موار وحراك سياسى ومجتمعى ومتغيرات قلبت موازين العالم بأسره .. ولكن تلك الكلمات لازالت محفورة فى وجدانى مذ درستها فى المرحلة الثانوية فى الستينيات من القرن الماضى ، محفورة كسطور من نور ، تربينا عليها وعلى مضامينها أيماناً وقناعة منا إنها دستور على طريق الحرية والتقدم ، وكان عبد الناصر أيامها يناضل من أجل تحرير الجزائر والمطالبة بانضمام جمهورية الصين الشعبية الى الأمم المتحدة ، وذلك بعد انضمام اكثر من عشرين دولة تم تحريرها من ربقة الاستعمار بفضل مساندة عبد الناصر لتلك الدول فى الدفاع عن حقها فى نيل حريتها واستقلالها .

واليوم .. نرى أن مصراً لازالت تملك التاج والصولجان وتتبوأ مكانها اللائق بين دول العالم ، بفضل القيادة الوطنية الشريفة الواعية بمقدرات مصر ودورها وتاريخها وجذورها الممتدة فى اعماق التاريخ .. تلك القيادة التى تمثلت فى الرئيس عبد الفتاح السيسى ، الذى وقف شامخاً على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ليتحدث الى العالم ، حديث القائد الواثق فى مقدرات وطنه وشعبه ، هذا الشعب الذى استمد منه القيادة والريادة والتفويض له بقيادته الواعية الهادفة ، لتعود الى مصر هيبتها ومكانتها .

وتحدث الزعيم فى كلمته من فوق منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ثلاث محاور رئيسية : ( مصر ) و ( الوضع الإقليمى ) و ( الأرهاب ) ، وتعالوا بنا أصدقائى العظماء لنستعرض فحوى ومحتوى تلك الرؤية الرائعة لوجهة النظر التى قدمها الزعيم الى العالم :

مصــــــــــــــــــر : تناول الرئيس تحليلاً منطقياً صادقاً عن الوضع الاقتصادى وحقيقته فى مصر وما شابه من تدنِّى فى الأوضاع المعيشية والتأثير على البنية التحتية للكيان المصرى بالكامل ، لما شاب هذا الكيان من تجريف فى كل مناحى الحياة على طول ثلاثين عاماً ،هى السنوات العجاف بعينها ، تلك الفترة التى ثار عليها الشعب المصرى فى يناير منذ ثلاث أعوام ، وعضدها بثورة الثلاثين من يونيو لتستكمل حلقة النضال فى سبيل الحرية والكرامة وعدم تحكم فصيل أو جماعة تتاجر باسم الدين فى مقدرات الوطن ، ولكن الرجل لم يقل أنه اتسع الخرق على الراتق !! لكنه قدم الحلول ووضع خارطة لمستقبل المشروعات العملاقة ، التى ستعيد الاقتصاد المصرى الى سابق عافيته ونموه ؛ لرخاء شعبنا المصرى العظيم .. بل لرخاء ونمو منطقتنا العربية بأجمعها ، بشرط تضافر جهود الدول العربية القادرة على ضخ المزيد من الاستثمارات فى مصر ، لتجنى عوائد أرباحها ، وليست الحصيلة ربحاً مادياً فقط .. ولكن الربح الحقيقى هو الحفاظ على الكرامة والحرية للإنسان العربى الجدير بتلك المكانة .

الوضـع الإقليمـى : فى كلمات رائعة واثقة .. استعرض الرئيس الوضع الإقليمى فى المنطقة العربية والعالمية .. وشرح موقف مصر تجاه كل الفصائل المتصارعة بالسلاح على الأرض ، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التى تعتبرها مصر أولى قضاياها فى المنطقة ، والتى بذلت من أجلها كل مرتخص وغال ٍ منذ وعد بلفور المشئوم الى يومنا هذا ، وقدمت كل التضحيات من عتاد وسلاح ومؤن والكثير من دماء شبابها ، تضحية من أجل القضية فى كل المحافل الدولية وحتى لايزايد أحداً على موقف مصر من تلك القضية الشائكة فى المحيط العربى . وتطرق الى تلك الأحداث الجسام التى تمر بها بلادنا العربية ، ومحاولة الاستعمار القديم العودة فى أشكال جديدة تحت مسميات جماعات اتخذت من الدين والعقيدة عباءة لها ، للتستر خلفها وتغييب عقول العامة والبسطاء والدهماء من شعوب منطقتنا العربية ، لعباً على حبل الدين والعقيدة التى تملأ قلوب شعوب تلك المنطقة مهد الأديان والرسل ومهد كل الحضارات الإيمانية التى تعرف لله حق وجوده .. حتى قبل ظهور الأديان على ظهر البسيطة .

الإرهــــــــــــــاب : وهنا تتجلى عظمة هذا الرجل القائد الرشيد ، حين تحدث عن جماعات الارهاب التى نصَّبت نفسها حاكمة على العالم الحر بادعاء امتلاك صكوك الغفران للشعوب بأن تمنحها الحرية أو الدماء !! وباتت تشكل كل الخطر الداهم على عقول ومقدرات الأوطان التى تعيث فيها فساداً باسم الدين والعقيدة ، والدين والعقيدة منهم براء . واستنهض الرئيس كل الهمم فى ضرورة محاربة تلك الجماعات التى لاتعترتف بالوطن : تضاريساً وبشراً .. وتعمل لحساب الاستعمار الجديد ، الذى عاد ليطل برأسه فى المنطقة العربية بهدف إعادة إحياء مشروع ( سايكس ـ بيكو ) لتقسيم المنطقة لصالح الصهاينة ومن يناصرونهم ويمدونهم بالسلاح والعتاد والأفكار الخبيثة التى لاتمت الى الدين والعقيدة بأية صلة .. ودعا الرئيس السيسى الى التكاتف لمواجهة تلك الهجمة الشرسة من اعداء الشعوب والحرية .

تحية لهذا القائد الشجاع .. الذى أعاد الى مصر كرامتها ومكانتها .. لنهتف بأعلى الصوت : مصر عادت شمسك الذهب !!

تحيـــا مصــــر .. تحيـــا مصــــر .. تحيـــا مصــــر

التعليقات