عرب وعالم

01:48 مساءً EET

السجاد الإيرانى .. صناعة لها تاريخ

تؤكد الوثائق التاريخية بأن أول سجادة يدوية فى العالم تم نسجها فى إيران , والدليل على ذلك هو العثور على أقدم سجادة فى مقبرة بازيريك (جنوب سيبريا) , والتى يعود تاريخها إلى العصر الإخمينى قبل حوالى 300 إلى 400 عام قبل الميلاد.

وتعد صناعة السجاد من أشهر وأقدم الصناعات اليدوية فى إيران , وقد شهدت تطورا عبر العصور التاريخية المختلفة : – (عصر ماقبل الإسلام ) اشتهر الساسانين قبل إنتشار الإسلام فى إيران , بصناعة السجاد والذى شاعت شهرته بشكل كبير فى البلاد وحظى بأهمية كبيرة من حيث الجمال والدقة والأناقة , حيث كان حسب مايرويه المؤرخون “منسوج بخيوط من ذهب وفضة ومنقوش برسوم جميلة , ومزين بأحجار كريمة .” 

–    (العصر الإسلامى) استمرت صناعة السجاد بعد انتشار الإسلام فى إيران , حتى  العصر السلجوقى والإيلخانى , وأبدع الصانع الإيرانى فى النقوش والتصاميم الهندسية , و رسم خطوط مستقيمة فى هذا العصر بإلاضافة إلى الخطوط القوسية التى كانت متبعة فى صناعة السجاد سابقا . ويعتبر إدخال رسوم النمطين (الإسلامى , الصينى ) فى نسج السجاد من أهم خصائص العصر الإسلامى.

–    (العصر الصفوى) بلغت صناعة السجاد ذروتها فى هذا العصر , حيث تأسست عدة ورش لنسج السجاد فى كبرى المدن الإيرانية الهامة مثل: ( تبريز , اصفهان , كاشان , اردبيل) للإهتمام بهذه الصناعة وتطويرها , وتم إدخال عناصر أخرى من الطبيعة لأول مرة فى صناعة السجاد كالطيور والحيوانات والزهور المنسقة , كما تم إضافة الحاشية للسجاد وتطوير استعمال خيوط الابريشم .

–    (العصرالقاجارى) تميز هذا العصر بصناعة السجاد فى مقياس صغير , واهتم المصممون بإستعمال ألوان كاشفة ورسوم بالنمطين الإسلامى والصينى , وقد تم تصدير السجاد الإيرانى إلى اوربا لأول مرة فى هذا العصر .

–    (العصر الحاضر) اهتم التجار بتصدير السجاد إلى خارج إيران ولهذا السبب طرأت على صناعة السجاد عدة تغييرات هامة , نظرا للطلبات التى كان الإيرانيون من الزبائن الأجانب , وحرص أصحاب ورش نسج السجاد على تلبية رغبات زبائنهم المتعددة بدقة , حيث شهدت هذه الصناعة تحولا لامثيل له من حيث التصميم واستعمال النقوش والألوان التقليدية , مما أدى إلى تعرضها لخطر التحليل والتجريد , ومن هذا المنطلق تم تأسيس شركة السجاد الإيراني المساهمة , لصيانة هذا الفن الإيرانى العريق وحماية العاملين فى صناعة السجاد.

ولاتزال هذه الصناعة تخطو خطوات هامة لسد الحاجة المحلية من السجاد الإيرانى الفاخر , وتصدير الفائض منه إلى الأسواق العالمية, وتنحصر أهم أنماط الرسوم المتبعة فى نسج السجاد فى 9 أنماط هى : هراتى , زهرى , شاه عباسي , مينا خالى , سرطانى , حنائى , بيد مجنون, جوشقانى,ترنجى.

وأما عن المدن التى تشتهر بصناعة السجاد الإيرانى الفاخر  فهى : اصفهان , كاشان , تبريز , كرمان , نائين , قم , اراك. وتعرض فى متحف  السجاد الإيرانى بطهران  نماذج مختلفة من أنواع السجاد وأنماط رسومها المختلفة.

وهناك بعض الإرشادات الهامة لشراء السجاد الإيرانى , والتى يجب مراعاتها عند الشراء : 1. أن يكون النسيج المستخدم فى صناعة السجاد مصنوع من خيوط الصوف.

2. أن تكون النقوش متقنة .

3. أن تكون كثافة العقد المستخدمة فى صناعة السجاد عالية وفى منتهى القوة .

4. أن تكون الألوان المستخدمة من أجود المواد الطبيعية والكيماوية .

5. أن يكون سطح السجاد ناعم وأملس وخالى من التجاعيد والأجسام الغريبة .

6. يجب شراء السجاد من مراكز صناعة السجاد الرئيسية , وكذلك المحلات التجارية المعتمدة .

وينصح أيضا لحفظ السجاد من التلف والإستهلاك : 1. فرش السجاد على أرضية مستوية تماما , وبدون تجاعيد.

2. يجب تنظيف السجاد وازالة الأوساخ عنه بإنتظام .

3. تجنب سكب الزيوت أو سائر المواد الدسمة الأخرى على السجاد .

4. تجنب وضع حافة السجاد على الجانب الأخر عند التخزين , بل يجب لفه بالطول وتغطيته بقماش نظيف , ومن الأفضل رش مقدار مناسب من مبيدات الحشرات على سطح السجاد المراد تخزينه.

التعليقات